استيقظ الطفل سيف الرحمن والذى لايبلغ من
العمر الا ثمانيه اعوام وذلك بعد منتصف الليل
لدخول الحمام
وبعد ما انتهى وفى طريق عودته الى غرفته
سمع صوت ابيه وهو يتحدث فى الهاتف وكان
باب الغرفه شبه مفتوحا وكان نور الغرفه
مغلقا
فظن سيف الرحمن ان اباه يتحدث الى امه
المسافره لزياره جدته المريضه فى البلد
فاستاذن الصغير الا ان الاب الخائن لم يسمع
لانه كان مشغولا بمحدثته ومستغرقا بكل
كيانه
فسمع الطفل اباه وهو يقول
حبيبتى ساعه الحظ متتعوضش جوزك مش
موجود ومراتى مسافره والحياه جميله
فصاح سيف
بابا
فانتبه الاب وقال !
ايه اللى مصحيك ؟
فقال بابا حضرتك بتكلم مين؟
فقال الاب بكلم ماما
فقال الابن عاوز اكلمها
الاب اذهب نام الوقت نتاخر
الابن عاوز اكلم ماما
الاب وبصوت متفجر من الغيظ نام والا ضربتك
فخرج الابن حزينا مصدوما فى ابيه ووقف
بجوار الباب يبكى وكان فى غايه التأثر
ومره اخرى صدم عندما سمع اباه يتحدث بكلام
جارح يخدش الحياء
وهنا دخل سيف على ابيه
وقال بصوت يبدو منه التأثر قال كلمه لو
وضعت على ميزان لطاشت كفته
قال " عيب عليك يا ابى اتق الله"
وذهب الى غرفته
هنا زلزل الاب بهذه الكلمه الرنانه
واغلق الهاتف فى وجه الخائنه
ومكث فى فراشه لايستطيع الحركه من هول
وقع الكلمه عليه من صغيره
ثم استجمع قواه
وذهب لحجره سيف
الا ان قضاء الله نفذ
مات سيف الرحمن
مات وكان اخر كلامه
" عيب عليك يا ابى اتق الله"
فانقلب حال الاب
وعلم الاب ان هذا من جزاء الخيانه والذنوب
والمعاصى وان الله اراد ان يطهره من الخبث
بهذا المصاب الاليم
فالتزم وتاب واناب الى الله تعالى
وظل طوال حياته الى ان لقى الله لا يتردد
على مسامعه الا قول ابنه
"عيب عليك يا ابى اتق الله"
قال صلى الله عليه وسلم
"التوبه تجب ما قبلها"
وفى روايه
" التوبه تهدم ما قبلها"